التوجه السياسي الجديد وموضوع المليشيات المسلحة

التوجه السياسي الجديد وموضوع المليشيات المسلحة


في كل تشكيلة سياسية هناك نظام وبرنامج عمل وموضوع الازمة التي تخطت الزمن المفترض لها دستوريا ، وشكل تكليف تاليف الوزارة خطوة متقدمة بالرغم من سلبيات التاخر وما ادى الى تخبط في الشان المفهوم الارهابي مع التاخر السيادي لمفهوم الدولة. من خلال هذه الجدولة لا بد من رسم ابعاد لتصور الشان المقبل والكيفية التي يجب من خلالها رسم الصورة المنهاجية لكل الطيف المشارك في العملية السياسية . في البروز السياسي المعرف لشخصية المرشح لمهام رئاسة الوزراء كان هناك جملة تصريحات للعملية السياسية التي بات الجميع بحاجة اليها ليعرفوا من خلالها الصورة والتصور لمعنى اسلوب الحكم المستقبلي.
الشان المهم في مسالة الميليشيات امر ضروري وبالمعنى المطلق طريقة التحسب للقصد سياسيا في تعريفها وعلاقتها بدولة القانون . قد لا يختلف احد على ان ظاهرة الميليشيات المسلحة تعني التزام سياسي بخط فكري وايديولوجية منمطة بمعنى دعم الخط المنظم بعنصر القوة المسلحة وفي كل الاعتبارات تبقى هذه المسالة محصورة في التصور العام خارج نظام وشكل الدولة ولكنها ضمن منهج ومسيرة الفكر الحزبي فقط . المسالة الان محصورة في معنى الوجود المسلح المقترب من تطبيق نظرية الحزب الواحد وبذراع مسلحة ولان العملية برمتها الان اصبحت مشاركة فاعلة لقوى الموجود الوطني لذا يجب التفريق بين هذه الميليشيا وتلك القوة التي تحمل معنى اخر قد يكون من التجني تسميتها بالميليشيا فمثلا ( البشمركة ) وهل هي ميليشيا ضمن تصور الحالة الجديدة ام انها وجود سبق التسميات الحالية . مسالة الثورة الكردية حالة مستمرة في التاريخ العراقي ومنذ التشكيل الاول لنظام الدولة وبمعناها المعترف به سياسيا من دول العالم وهي حقيقة قائمة من زمن سبق الحرب الاولى والتداعيات التي لحقت بحالة هذا الوجود مع دخول نظام التعريف الجغرافي للمعنى الاجتماعي الكردستاني والتجني البريطاني في حقبة الاستعمار المباشر الذي جاء كنتيجة عرضية عن مرحلة نتيجة الحرب . فلو افترضنا ان الوجود المنظم للقوة العسكرية العراقية التي حدد لها تاريخ واصبحت مناسبة وعدنا الى مقايستها مع حالة الثورة الكردية فسنجد ان الوجود لمعنى الثوار والفدائيين الكرد قد سبقوا مرحلة التاسيس الرسمي لنظامية الجيش العراقي وهذا يعني ان الوجود للميليشيات يقصد به البعد الزمني الذي دخل مع مرحلة التغيير الاجتماعي بعد التاسع من شهر نيسان وهي مرحلة التحرير الاجتماعي ومن خلالها تفتق الحالات المسلحة . فالبشمركة والحالة هذه وجود قائم ويحوي في تكوينه شرائح علمية واخرى فنية ومن القطاعات الاجتماعية المختلفة اتخذت من تمثيلها الاجتماعي واجهة مواجهة وراس حربة ضد الحالات التي كانت تريد ان تلحق الاذى بالمجتمع الكردستاني .
هذا التصور يعني ان مصطلح المليشيات غير ذي علاقة بالبشمركة لانها تمثل الجناح العسكري المسلح للمجتمع الكردستاني واقليمه وانها ظاهرة من المعترك السياسي للحالة العراقية الجديدة وبعيدة عن احداث الفوضى التي اتسمت بها المليشيات المطلقة التسمية والمعروفة من المجتمع العراقي الان . وهذا الامر من الموجبات التي يجب وضعها امام الانظار و يعني الحقيقة المرجوة للفهم السياسي القائم في عراق اليوم وبشكله الفدرالي