www.alhurya.yoo7.com
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

www.alhurya.yoo7.com

منتديات الحرية
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 "القبيلة والقبائلية أوهويات ما بعد الحداثة"مدح للقبيلة وذم للقبائلية"

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
المدير العام

المدير العام


عدد المساهمات : 166
تقييم المستوى : 601
تاريخ التسجيل : 26/05/2009

"القبيلة والقبائلية أوهويات ما بعد الحداثة"مدح للقبيلة وذم للقبائلية" Empty
مُساهمةموضوع: "القبيلة والقبائلية أوهويات ما بعد الحداثة"مدح للقبيلة وذم للقبائلية"   "القبيلة والقبائلية أوهويات ما بعد الحداثة"مدح للقبيلة وذم للقبائلية" I_icon_minitimeالثلاثاء سبتمبر 29, 2009 8:00 am

"القبيلة والقبائلية أوهويات ما بعد الحداثة"مدح للقبيلة وذم للقبائلية" 33


دأب الناقد والأكاديمي السعودي المجتهد عبد الله الغذامي على الخوض في قضايا إشكالية، مطروحة بقوة في المشهد الثقافي العربي، فمن قضية المرأة واللغة والجسد إلى هيمنة ما اسماه بـ "النسق الفحولي" في الشعر العربي القديم والذي وجد صداه في الكتابات المعاصرة، إلى نقد ثقافة الصورة التلفزيونية التي أسقطت "النخبة" وأبرزت "الشعبي"، إلى حكاية الحداثة في السعودية... إلى غير ذلك من القضايا، وصولا إلى القضية المطروحة في كتابه "القبيلة والقبائلية أو هويات ما بعد الحداثة"، الصادر أخيرا عن المركز الثقافي العربي (بيروت، الدار البيضاء ـ 2009).
يوضح الغذامي، بداية، الدوافع التي قادته لانجاز هذا الكتاب، إذ لاحظ أن ثمة مفارقة تمثل، لدى التمعن فيها، "معضلة معرفية وبحثية"، وهذه المفارقة تتجسد في صورتين ثقافيتين متضاربتين، وكلتاهما تمثلان سمات بارزة من سمات وعلامات المرحلة الراهنة، وهما: البروز القوي للعرقيات والطائفيات والمذهبيات ومثلها القبائلية، وهي كلها تمثل عودة للهويات الأصولية بأقوى صيغها حتى لتبدو أشد حدة مما كانت عليه قبل مرحلة كمونها المؤقتة في فترات مضت، وهي تكشف عن خروج للمكنون إلى العلن سياسيا وثقافيا ومعتقديا وسلوكيا...، ويقابل ذلك تراجع للمعاني الكبرى في المثاليات والحرية والوحدة، وثمة صورة مجاورة للصورة السابقة، وهي أننا في "زمن العقلانية والعلم والانفتاح الكوني، زمن يتراوح بين الحداثة وبين ما بعد الحداثة، حتى لكأن الصورتين تنقض أحدهما الأخرى .
ويرى الغذامي أن ذلك يمثل صورة كونية، تنتشر في العالم، ففي أوروبا الما بعد حداثية انتفضت العرقيات "لتصنع تاريخا حديثا في التطهير العرقي كما في البلقان، وفي الانفصالية السياسية والتقسيمات الطائفية كما في إيرلندا، وفي التمترس الثقافي كما في قانون (صون العلمانية) في فرنسا" وفي ظهور المحافظين الجدد في أمريكا الذين حققوا عودة للأصولية النسقية بأخطر صورها، فضلا عن عودة الأصوليات الطائفية والعرقية والقبائلية في أكثر من بلد عربي...كل ذلك يجري بجلاء وسط شيوع مقولات الحداثة والليبرالية والابتعاد عن الانتماءات الضيقة في سبيل إقامة نظام عالمي عادل ومنصف.
لكن، ما أسباب هذا التفاوت بين عصر حداثي يسير نحو الانفتاح ومحو الأصوليات و"الهويات القاتلة" بتعبير أمين معلوف، وبين نزعة لا تني ترتد إلى الذات، وتسعى إلى التشبث بالانتماءات المذهبية والجهوية والعرقية والإثنية والقبلية؟ يعزو الغذامي الأمر إلى أسباب عدة، منها "الخوف ببعده الأسطوري الجديد الذي صنعته الصورة الإعلامية الجبارة في كشف مناظر الخراب والموت والمجاعات والحروب وانهيار البيئة، ونضوب المياه... وهو خوف يصفه الغذامي بـ "الكوني" مما جعل الثقافة البشرية بحالة سيكولوجية حساسة، وحادة جدا، وهو ما يؤدي إلى اللجوء إلى الوهم والأسطورة لتحصين الذات، وحمايتها، عبر بعث التحيزات الفئوية بأصنافها الطائفية والمذهبية والعرقية. والسبب الآخر هو "سقوط الطبقة الوسطى وما تمثله من رمزيات وقيم حداثية سياسية واقتصادية"، فهذه الطبقة، التي سادت في مرحلة ما بعد الاستعمار، لامست أحلام الناس في التحرر والتعلم والوعود الاقتصادية والسياسية، ولكن انكسار الوعود كسر معه الطبقة وأضاع الحس التفاؤلي بالحياة، وبالقيادات والسياسات وصار المستقبل مع هذا مظلما وغير واعد، خاصة مع ظهور الاقتصاد المعولم والسوق الحرة بصيغتها الاستحواذية المستهترة بكل ما هو إنساني وعاطفي. ويضاف إلى ما سبق، بحسب الغذامي، انهيار المشروع الكوني في التعليم، وتلاشي الوعد الكبير بأن التعليم هو المنقذ الأسطوري للبشر من أمراضهم الثقافية، فضلا عن "نسقية الثقافات"، من حيث الأصل والتكوين مما يجعل النسق في حالة تربص دائمة ينقض متى ما حانت له الفرصة، وهذا ما يحدث دائما ويحرف الجميل الثقافي إلى قبح نسقي. ويؤكد الغذامي أن عودة الأصوليات، تبعا للأسباب المذكورة، إفراز جانبي لمرحلة العولمة، ومرحلة ما بعد الحداثة حيث ظهرت الهوامش لتعبر عن ذاتها، فاختلطت المفاهيم حتى صارت الرجعية المغرقة في رجعيتها تتجاور وتتصاحب مع الحداثة الفائقة. وهذا التعايش الملتبس بين قيم التقليد وبين مفاهيم وطروحات الحداثة، يضع المراقب أمام أسئلة كبرى، ويحرضه على مغامرة البحث في التراث البشري في سعي للعثور على فهم أعمق لهذه المعضلة المعرفية.
يستعرض الغذامي هذه العناوين والأفكار والظواهر عبر ستة فصول تسعى إلى قراءة المشهد السياسي والثقافي والاجتماعي لعالم اليوم، وهو يستثمر نظريات الفلسفة وعلم الاجتماع في هذا السياق، ويتكئ على آراء منظرين غربيين كبار، ويدعم كل رأي باقتباس أو بمقولة. ومعروف عن الغذامي ولعه بإتباع المنهج العلمي الرصين، وتبويب كتاباته على نحو مدروس، ورغم استخدامه اللغة العلمية المحكمة لكنه ينأى بكتابته عن الصعوبة والغموض، فهو يستخدم أكثر العبارات يسرا وسهولة في سبيل الوصول إلى أكبر عدد من القراء، كما انه لا يستخدم المصطلحات والمفاهيم قبل تحديد معانيها ودلالاتها، واختيار التعابير والمفردات بحذر وحرص شديدين.
ولعل هذا ما يدفعه إلى توضيح الفرق الاصطلاحي بين القبيلة والقبائلية، فالقبيلة تعبير محايد، وهي تحمل قيمة ثقافية؛ اجتماعية مثلها مثل العائلة والمذهب والشعب، ثم أن القبيلة نشأت لضرورات اقتصادية معاشية، أما القبائلية فهو مفهوم عنصري، غير محايد مثله مثل الشعوبية والعرقية والمذهبية، وهو مفهوم انحيازي، عرقي، يقوم على الإقصاء والتمييز. ويتطرق الكاتب إلى مفاهيم لها صلة بالقبيلة مثل "الحسب والنسب"، كما يتطرق إلى تقسيم ابن خلدون للعرب إلى: العرب العاربة، والمستعربة، وعرب تابعة للعرب، والعرب المستعجمة، وذلك في سياق بيانه لمصطلح:"العرقية". ويتناول ظاهرة "هويات ما بعد الحداثة"، إذ يقول: كان مشروع الحداثة مشروعا عقلانيا ليبراليا يطمح إلى إزالة الفروق العرقية ليؤسس لنموذج كلي تمثله أوربا وأمريكا في تجسيد تام لقيمهم الحضارية والفلسفية، غير أن مرحلة ما بعد الحداثة جاءت لتفجر الهوامش وتكشف عن عجز الوعد العقلاني الليبرالي في تحقيق العدالة والحرية، وتضع الكل أمام الحقيقة القاتمة التي لم تستطع العقلانية الأوربية معها منع الحروب والكوارث الاقتصادية والأخلاقية وكان هذا إخفاقا لكل وعود الحداثة.
ويشرح الغذامي في فصل لاحق موقف الإسلام من القبيلة، فالإسلام دعا إلى محو الفوارق بين البشر، وذلك استنادا إلى الآية الكريمة: "يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا. إن أكرمكم عند الله أتقاكم"، وبالتالي كان التعارف، والتقوى هما السمتان الجوهريتان في موقف الإسلام من الشعوب والقبائل والناس جميعا. وينتقل المؤلف بعد ذلك للحديث عن القبيلة العربية، وعلاقة الفرد بالقبيلة في الموروث الثقافي والتاريخي العربي، وهو يعود هنا إلى التراث العربي والى السرديات الكبرى والى الأشعار والقصائد المتمحورة حول قيمة القبيلة، ورمزيتها، ودلالاتها وصولا إلى قراءة الوضع القبلي اليوم، وهو قد بدأ يتجلى في عدة ظواهر تتسم بالانحياز إلى القبيلة وإلى تقاليدها وأعرافها.
وبجوار الحقيقة التي تؤكدها الآية القرآنية والتي تشير إلى أن البشر يخلقون سواسية، لا فرق بينهم، نرى أن البشر ـ كما يلاحظ الغذامي ـ يجهدون لانتهاك هذه الحقيقة، وتسعى كل امة لكي تثبت أنها الأفضل والأعلى، يظهر ذلك لدى الأمم والشعوب كما يظهر لدى الجماعات ولدى فرق مباريات كرة القدم وجمهورها، وهكذا تسعى الجماعات لتحويل ما هو طبيعي وفطري إلى مشروع لإحداث فروق تمييزية وصناعة نسق متعال ومنفصل، ولعل هذه هي الإشكالية التي يخوض فيها الغذامي، ويعود لأجلها إلى المصادر والمراجع التراثية العربية، كما يستعين بالأفكار والنظريات الغربية في هذا السياق، وهو يجتهد في تأويل وتحليل الصور والمشاهد التي تظهر في الإعلام والفضائيات والانترنت بغية دعم رأي معين، ودحض آخر، ومع كل هذا الجهد لا يتورط الغذامي في تبني أي خطاب، بل يهدف إلى تشريح وتوصيف الواقع، ويدعو إلى نبذ العصبيات والتطرف في سبيل التكريس لحالة إنسانية يتساوى فيها الجميع، فلا يحق لأي فئة أو جماعة أن تحتكر الفضائل على حساب جماعات وفئات أخرى لها الحق، أيضا، في الحياة الكريمة.
ـ المؤلف في سطور:
عبد الله الغذامي هو باحث وناقد سعودي معروف، ولد العام 1946م. حاصل على الدكتوراه من جامعة اكستر في بريطانيا، وهو أستاذ "النقد والنظرية" في جامعة الملك سعود بالرياض. اصدر العديد من الكتب التي أثارت جدلا واسعا. من كتبه: "الخطيئة والتكفير، من البنيوية إلى التشريحية"، "تشريح النص، مقاربات تشريحية لنصوص شعرية معاصرة"، "الصوت القديم الجديد، بحث في الجذور العربية لموسيقى الشعر الحديث"، "الموقف من الحداثة"، "الكتابة ضد الكتابة"، "ثقافة الأسئلة"، "القصيدة والنص المضاد"، "المشاكلة والاختلاف"، "المرأة واللغة"، "ثقافة الوهم"، "تأنيث القصيدة والقارئ المختلف"، "النقد الثقافي"، "حكاية الحداثة في المملكة العربية السعودية"، "الثقافة التلفزيونية، سقوط النخبة وبروز الشعبي"...وغيرها.
ـ الكتاب: القبيلة والقبائلية أو هويات ما بعد الحداثة.
ـ المؤلف: عبد الله الغذامي.
ـ الناشر: المركز الثقافي العربي، بيروت، الدار البيضاء ـ 2009م.
ـ الصفحات: 280 صفحة من القطع المتوسط.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alhurya.yoo7.com
 
"القبيلة والقبائلية أوهويات ما بعد الحداثة"مدح للقبيلة وذم للقبائلية"
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» اوبرا "اختطاف في حرم القصر" الأشهر عالمياً سيعرض في إقليم كوردستان
» جنود عراقيون: لامخاوف من "انفلونزا الخنازير" لدى تنفيذ مهام مشتركة مع الامريكيين
» "الأنفال"وإبادة البشر والشجر والحجر
» "الأنفال"وإبادة البشر والشجر والحجر

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
www.alhurya.yoo7.com :: منتدى المواضيع العامة :: القسم المنوع-
انتقل الى: