www.alhurya.yoo7.com
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

www.alhurya.yoo7.com

منتديات الحرية
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 "الأنفال"وإبادة البشر والشجر والحجر

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
المدير العام

المدير العام


عدد المساهمات : 166
تقييم المستوى : 601
تاريخ التسجيل : 26/05/2009

"الأنفال"وإبادة البشر والشجر والحجر Empty
مُساهمةموضوع: "الأنفال"وإبادة البشر والشجر والحجر   "الأنفال"وإبادة البشر والشجر والحجر I_icon_minitimeالجمعة يونيو 05, 2009 12:50 pm

"الأنفال"وإبادة البشر والشجر والحجر 21
بعد عملية تحرير العراق من سياسات وجرائم أعتى دكتاتورية حكمت المنطقة، وبعد فتح الملفات الساخنة في العراق الجديد، أتى ملف جرائم الأنفال، الذي عد ويعد الى الآن، من أسخن الملفات من حيث عدد الضحايا الذين راحوا ضمن هذه العمليات البشعة، من تهجير ووأد وقتل في صحارى العراق المتفرقة، ومن حيث الطرق المستخدمة في تنفيذ تلك الأهوال، والكوارث التي لم تفرق بين شيخ وشاب وطفل وامرأة، من زنزانة الى زنزانة، ومن مقبرة الى مقبرة، وقتل مباشر الى الانتظار الفناء في جحيم عراء.
وأثناء محاكمة أولئك المتهمين المتورطين في هذا الملف الساخن، انسانياً، تم كتابة هذا الكتاب الذي نحن بصدده، وهو كتاب "الأنفال والمحاكمة" لمؤلفه سالار محمود وترجمة ابراهيم باجلان، الذي يعد كتاباً توثيقياً، يخطط له المؤلف عبر مراحل متعددة، من حيث الابتداء ببداية ايجابية في الجلسة الأولى للمحاكمة وقراءة للمرافعات البدائية لملف العصر والأنفال في ميزان المحاكمات المحلية والدولية، وتسليط الضوء بشكل مفصل، على مرافعات المحامين الكرد، لا سيا وأن مؤلف الكتاب تم استعاؤه الى المحكمة كصحفي كردي متخصص في شأن الأنفال للإطلاع عن كثب على سير المحكمة، نهايكم عن التطرق الى تلك القنوات الإعلامية التي لم تبث مجريات بعض جلسات المحاكمة.
تم توزيع الكتاب على عدة فصول معنونة حسب الترتيب التاريخي، بدءً من تعريف الأنفال، كعمليات ضد الانسانية وكجرائم إبادة جماعية ارتكبت بحق الشعب الكردي، وتسميته بنظام الأنفال، ومن ثم قراءة مبسطة في دور إعلام حزب "البعث" المنحل السلبي جداً في الترويج لتلك الحملات، والنظرة الدينية لتلك الجرائم، من حيث المصير البائس الذي آلت اليه مصير المصاحف والمساجد، حيث تم هدم مئات المساجد والجوامع بعد تعرضها للقصف العشوائي، كما مزقت الألوف من المصاحف وطمرت تحت الركام والأنقاض، ولا سنى الكتاب أن يأخذ ضمن محتواه جزءاً كاملاً تحت مسمى "شهر رمضان والقصف الكيماوي"، حيث في هذا الهر الفضيل تم ‘بادة ألوف مؤلفة من الكرد، ليؤنفلوا جهاراً، وهم صيام منتظرين الآذان للبدء بالافطار، ضمن عمليات همجية أبكت صلادة الحجر قبل عيون البشر.
ورغم كل ذلك، وتقديم الحقائق الدامغة التي تؤكد وحشية تلك الجرائم التي أرتكبت علناً، يتطرق الكتاب في أحد فصوله الطولى الى "شكوك صابر الدوري رئيس استخبارات نظام البعث، وأحد المتهمين في ارتكاب تلك الأهوال، حيث يساروه شكوك، في إحدى جلسات محكمة الأنفال، حول وجود "نقرة السلمان" أصلاً، وذلك بعد إفادة فتاة كردية من الشهود، وتحدثها عن مأساة معسكر " نقرة السلمان" وشرح أوضاعها المزرية في ذلك المعتقل، والأهوال التي لاقوها آنذاك، والجحيم الذي عاشوه، وطمر أجساد الموتى تحت التراب علناً، ليشك، الدوري، في نفس الجلسة أصلاً بوجود مبنى أو معتقل بهذا الاسم، بينما كان يدرك تمام الإدراك انه كان شاهداً ومحرضاً وفاعلاً للموت والفناء والتعذيب، في تصفية الآلاف من المؤنفلين الكرد.
أن قيام الحكومة العراقية السابقة، بتدمير مايقارب من 2000 قرية وقتل الألاف من المواطنين الكورد في مناطق متفرقة ومبعثرة من إقليم كردستان أثناء عمليات الأنفال وإجبار قرابة نصف مليون مواطن كردي على الإقامة في قرى أقامتها الحكومة العراقية آنذاك خصيصاً لتنفيذ جرائمه، ما كانت الا لتسهيل السيطرة الكاملة عليهم، خاصة وأن "الغنيمة" كانت بمجملها، رسم المصير المجهول القاتم لأكثر من 182000 مواطن كردي، بين تصفية جسدية ودفن علني في مقابر جماعية في مناطق نائية من عموم العراق.
لغة التضليل الرهيبة التي انتهجها إعلام حزب البعث في الترويج والتضليل معاً لحملات الأنفال، لم تكن أقل فتكاً بالكرد، فذلك النظام الذي سخر أجهزته الإعلامية للأنفال لدرجة وصل ذروتها في أن دورها لم يقل عن دور الاستخبارات العسكرية واللوجستية من حيث تمهيد الأرضية المناسبة لتنفيذ تلك احملات الوحشة برعونة تامة، من خلال نشر البلاغات والبيانات المرئية والمقروءة والمسموعة التي كانت تدعي أن الحملات التي نفذت تحت مسمى الأنفال هي حملات واجبة لا بد منها، وهذا ما أدت لأن تكون تلك البيانات وثائق دامغة في وجه المتهمين في تلك الفواجع.
في يوم الخميس 30/11/2006 ، وأثناء سير المحاكمة أيضاً تحدث الخبير والمهندس المدني في مجال الوثائق الجنائية والخبير في شؤون المقابر الجماعية مايكا سوني تريمبل أمام المحكة الجنائية العراقية بالتفصيل عن المقابر الجماعية في "حضر" بالموصل وفي المثنى، الذي بحديثه أضفى قوة وحقائق إضافية موثقة لملف جرئم الانفال، الذي حدد أماكن القبور وتحديد نوع الملابس التي كان يرتديها المؤنفلون، حيث شكلت شهادته زوبعة كان لابد منها أمام وسائل الإعلام المختلفة والرأي العام العالمي، وكان عمل سوني تريمبل، آنذاك، مقتصراً على فريق خبير بالآثار الى جانب فريق آخر كان يعمل في الطب العدلي بالعراق، الذي كشف بوضوح عن مقبرة في الموصل ضم رفات 98 طفلاً.
أخذ الكتاب على عاتقه التاريخي أيضاً عفوية الشهود الكرد وغير الكرد في سرد الوقائع، بألم واضح، وسرد القصص التي رافق الموت الجماعي، بالإضافة الى تعريف الأنفال من لدن المدعي العام والهلع الذي أصاب المتهمين وهم يسمعون قصص جرائمهم بالتفصيل، بينما كانوا، وقتها، يسدون جميع حواسهم عن الواقع وهم ضمنه وقادته، لتكون النتيجة الخراب والدمار الذي لحق بالبشر والشجر والحجر، ولتكون النتيجة الأخرى صدور حكم الإعدام بحق ثلاثة مسؤولين سابقين وعلى رأسهم علي حسن المجيد، الملقب بعلي الكيماوي، ووزير الدفاع السابق سطان هاشم أحمد، ومعاون ريس هيئة أكان الجيش العراقي السابق حسين رشيد التكريتي، كمجرمي إبادة جماعية.
كتب المفكر اللبناني، هاني فحص، أبان صدور حكم الإعدام بحق الكيماوي وجماعته، مقالاً في صحيفة "الحياة" اللندينة، تحت عنوان "علي الكـيـميـاوي مـحـكـوماً، لـعل في القصاص حـياة للعـراق، كتب فحص "انطلقت مآذن المساجد في كردستان العراق بالتكبير والتهليل، هم مسلمون إذاً!!! ابتهاجاً بصدور أحكام الإعدام في بغداد على علي حسن المجيد، الكيمياوي، لا لأنه له إسهامات علمية في حقل الكيمياء، بل لأنه استخدم الكيمياء الحية في قتل الحياة والأحياء. وهو رمز الإجرام الميداني البشع، والذي اختزل عروبة العراق في سلوك حاقد، قلّت فيه علامات المروءة والسماحة، حاقد متخلّف وعارٍ من القيم والمبادئ... ما يخاف معه الغيارى والمحبون للكرد أن يدفع أجيالهم الى شوفينية كردية مضادة، مفهومة على كل حال، ولكنها ضارة بهم وبالعراق، لأنها تعني تعطيل المشتركات الرحبة والعميقة بينهم وبين عرب العراق والعرب عموماً، وكلهم ذاقوا من جور صدام وإجرامه ما ذاقوا".
هنا أنتهى كلام المفكر اللبناني هاني فحص، ولكن هل انتهى ملف جرائم الأنفال، سؤال سيجيب عليه المستقبل في العراق الجديد.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alhurya.yoo7.com
 
"الأنفال"وإبادة البشر والشجر والحجر
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» "الأنفال"وإبادة البشر والشجر والحجر
» "القبيلة والقبائلية أوهويات ما بعد الحداثة"مدح للقبيلة وذم للقبائلية"
» اوبرا "اختطاف في حرم القصر" الأشهر عالمياً سيعرض في إقليم كوردستان
» جنود عراقيون: لامخاوف من "انفلونزا الخنازير" لدى تنفيذ مهام مشتركة مع الامريكيين

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
www.alhurya.yoo7.com :: منتدى الاخبار :: اخبار كوردستان-
انتقل الى: